أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
دعاء مصطفى - 3225 | ||||
احمد نجم1 - 3009 | ||||
ام حبيبه - 2949 | ||||
اشرف الشوربجى - 1874 | ||||
حمادة كاتو - 1654 | ||||
محمد رضا نجم - 1204 | ||||
احمد ميلانو - 980 | ||||
احسان عبد المنعم ابراهيم - 873 | ||||
Karim_Ghobish - 741 | ||||
مصطفى نجم - 724 |
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
رحلة القس الهولندي بورنومو بحثاً عن الإسلام
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلة القس الهولندي بورنومو بحثاً عن الإسلام
رجل ينتسب إلى أب هولندي وأم إندونيسية من مدينة (أمبون) الواقعة في جزيرة صغيرة في أقصى الشرق من جزر إندونيسيا ، والنصرانية هي الدين الموروث لأسرته أباً عن جد.
كان جده قسيساً ينتمي إلى مذهب البروتستانت ، وكان أبوه أيضاً قسيساً على مذهب بانتي كوستا ، وكانت والدته معلمة الإنجيل للنساء ، أما هو نفسه فقد كان قساً ، ورئيساً للتبشير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) ، وقد قال وهو يحكي سبب إسلامه:
لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من المسلمين ، إذ أنني منذ نعومة أظفاري تلقيت التعليم من والدي الذي كان يقول لي دائماً: ( إن محمداًً رجل بدوي صحراوي ليس له علم ولا دراية ، ولا يقرأ وأنه أمي ) ، هكذا علمني أبي ، بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبروفسور الدكتور ريكولدي النصراني الفرنسي قوله في كتاب له: ( بأن محمداً رجل دجال يسكن في الدرك التاسع من النار ) ، هكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين تكونت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعني إلى رفض الإسلام ، وعدم اتخاذه ديناً لي.
ثم يقول: الواقع أنه لم يكن من أهدافي بحال من الأحوال أن أبحث عن دين الإسلام ، ولكني كان يحدوني دائماً دافع لأن أهتدي إلى الحق ، ولكن لماذا كنت أبحث عن الحق المجهول؟ ولماذا تركت ديني رغم أنني كنت أتمتع فيه بمكانة مرموقة بين قومي ، وحيث كنت رئيس التبشير المسيحي في الكنيسة ، وكنت أحيا بناء على ذلك حياةً كلها رفاهية ويسر ، إذن لماذا اخترت الإسلام؟
لقد بدأت القصة على النحو التالي :
في يوم من الأيام أرسلتني قيادة الكنيسة للقيام بأعمال تبشيرية لمدة ثلاثة أيام ولياليها في منطقة (دايري) التي تبعد عن عاصمة (ميدان) الواقعة في شمال جزيرة (سومطرة) بضع مئات من الكيلومترات ، ولما انتهيت من أعمال التبشير والدعوة أويت إلى دار مسئول الكنيسة في تلك المنطقة ، وكنت في انتظار وصول سيارة تقلني إلى موقع عملي ، وإذا برجل يطلع علينا فجأة ، لقد كان معلماً للقرآن ، وهو ما يسمى في إندونيسيا مطوع في الكُتَّاب ، وهو المدرسة البسيطة التي تعلم القرآن ، لقد كان الرجل ملفتاً للأنظار ، كان نحيف الجسم ، دقيق العود يرتدي كوفية بيضاء بالية خلقة ، ولباساً قد تبدل لونه من كثرة الاستعمال ، حتى أن نعله كان مربوطاً بأسلاك لشدة قدمه ، اقترب الرجل مني ، وبعد أن بادلني التحية بادرني بالسؤال التالي ، وكان سؤالاً غريباً من نوعه ، قال: ( لقد ذكرت في حديثك أن عيسى المسيح إله ، فأين دليلك على ألوهيته؟ ) ، فقلت له: ( سواء أكان هناك دليل أم لا فالأمر لا يهمك: إن شئت فلتؤمن ، وإن شئت فلتكفر) وهنا أدار الرجل ظهره لي ، وانصرف ، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، فقد أخذت أفكر في قرارة نفسي ، وأقول: هيهات هيهات أن يدخل هذا الرجل الجنة ، لأنها مخصصة فقط لمن يؤمن بألوهية المسيح فحسب ، هكذا كنت أعتقد جازماً آنذاك.
ولكن عندما عدت إلى بيتي وجدت أن صوت الرجل يجلجل في روعي ، ويدق بقوة في أسماعي ، مما دفعني إلى الرجوع إلى كتب الإنجيل بحثاً عن الجواب الصحيح على سؤاله ، ومعلوم أن هناك أربعة أناجيل مختلفة أحدها بقلم متَّى ، والأخر مارك ، والثالث لوقا ، والرابع إنجيل يوحنا ، هذه التسميات أُخذت لمؤلف كل منها ، أي أن الأناجيل الأربعة المشهورة هي من صنع البشر ، وهذا غريب جداً ، ثم سألت نفسي: (هل هناك قرآن بنسخ مختلفة من صنع البشر؟) وجاءني الجواب الذي لا مفر منه ، وهو: (بالطبع لا يوجد) ، فهذه الكتب وبعض الرسائل الأخرى هي فقط مصدر تعاليم الديانة المسيحية المعتمدة !
وأخذت أدرس الأناجيل الأربعة فماذا وجدت؟ هذا إنجيل متَّى ماذا يقول عن المسيح عيسى عليه السلام؟ إننا نقرأ فيه ما يلي: ( إن عيسى المسيح ينتسب إلى إبراهيم وإلى داود ... إلخ) (1-1) إذن من هو عيسى؟ أليس من بني البشر؟ نعم إذن فهو إنسان ، وهذا إنجيل لوقا يقول : (ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية) (1-33) ، وهذا إنجيل مارك يقول: (هذه سلسلة من نسب عيسى المسيح ابن الله ) (:1) وأخيراً ماذا يقول إنجيل يوحنا عن عيسى المسيح عليه السلام؟ إنه يقول: ( في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة الله) (1:1) ، ومعنى هذا النص هو في البدء كان المسيح ، والمسيح عند الله ، والمسيح هو الله.
قلت لنفسي: إذن هناك خلاف بارز بين هذه الكتب الأربعة حول ذات المسيح عيسى عليه السلام أهو إنسان أم ابن الله أم ملك أم هو الله؟ لقد أشكل عليَّ ذلك ، ولم أعثر على جواب ، وهنا أحب أن أسأل إخواني النصارى: (هل يوجد في القرآن الكريم تناقض بين آية وأخرى؟) بالطبع لا – لماذا؟
لأن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى ، أما هذه الأناجيل فهي من تأليف البشر ، إنكم تعرفون ولا شك أن عيسى عليه السلام كان طيلة حياته يقوم بأعمال الدعوة إلى الله هنا وهناك ، ولنا أن نتساءل:- ترى ما هو المبدأ الأساسي الذي كان يدعو إليه عيسى عليه السلام؟
ثم واصلت البحث ، فوجدت في إنجيل يوحنا نصوصاً تشير إلى دعاء المسيح عليه السلام وتضرعه إلى الله سبحانه وتعالى. فقلت في نفسي: لو كان عيسى هو الله القادر على كل شيء فهل يحتاج إلى هذا التضرع والدعاء الذي ورد في إنجيل يوحنا ، هذا هو نص الدعاء: (هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ، أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته) (17-3-4) وهو دعاء طويل يقول في نهايته: (أيها الرب البار ، إن العالم لم يعرفك ، أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وعرفتهم اسمك ، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به) (17-25-26).
هذا الدعاء يمثل اعترافاً من عيسى عليه السلام بأن الله هو الواحد الأحد ، وأن عيسى هو رسول الله المبعوث إلى قوم معينين ، وليس إلى جميع الناس ، فأي قوم هم هؤلاء يا ترى؟
نقرأ جواب ذلك في إنجيل متَّى (15-24) حيث يقول: (لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) ، إذن لو ضممنا هذه الاعترافات إلى بعضها لأمكننا أن نقول: ( إن الله الواحد الأحد ، وأن عيسى عليه السلام هو رسول الله إلى بني إسرائيل). ثم واصلت البحث ، فتذكرت أنني حين أكون في صلاتي أقرأ دائماً العبارات التالية: (الله الأب ، الله الابن ، الله الروح القدس ، ثلاثة في أقنوم واحد) ، قلت لنفسي: أمر غريب حقاً ، فلو سألنا طالباً في الصف الأول الابتدائي (1+1+1=3؟) ، لقال: (نعم) ، ثم إذا قلنا له: (ولكن أيضاً 3=1) ، لما وافق على ذلك ، إذ إن هناك تناقضاً صريحاً فيما نقول ، لأن عيسى عليه السلام يقول في الإنجيل كما رأينا بأن الله واحد ، لا شريك له.
لقد حدث تناقض صريح بين العقيدة التي كانت راسخة في نفسي منذ أن كنت طفلاً صغيراً ، وهي: ثلاثة في واحد ، وبين ما يعترف به المسيح عيسى نفسه في كتب الإنجيل الموجودة الآن بين أيدينا وهي أن الله واحد أحد لا شريك له ، فأيهما هو أحق؟ لم يكن بوسعي أن أقرر آنذاك ، والحق يقال ، بأن الله واحد أحد ، فأخذت أبحث في الإنجيل من جديد لعلي أقع على ما أريد ، لقد وجدت في سفر أشعياء النص التالي: (اذكروا الأوليات منذ القديم ، لأني أنا الله وليس آخر الإله ، وليس مثلي) (46:9) ولشد ما كانت دهشتي عظيمة حين اعتنقت الإسلام فوجدت في سورة الإخلاص قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم : ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد) نعم ، مادام الكلام كلام الله فهو لا يختلف حيثما وجد ، هذا هو التعليم الأول أو البديهية الأولى في ديانة المسيحية السابقة ، إذن (ثلاثة في واحد) لم يعد لها وجود في نفسي.
ثم ينتقل الأخ رحمة بورنومو الإندونيسي إلى نقطة جوهرية أخرى جعلته يختار الإسلام ديناً فهو يقول:
أما البديهية الثانية في الديانة المسيحية فتقول بأن هناك ما يسمى بالذنب الوراثي أو الخطيئة الأولى ، ويُقصد بها أن الذنب الذي اقترفه آدم عليه السلام عندما أكل الثمرة المحرمة عليه من الشجرة في الجنة ، هذا الذنب سوف يرثه جميع بني البشر حتى الجنين في رحم أمه يتحمل هذا الإثم يولد آثماً ، فهل هذا صحيح أم لا؟ لقد أخذت أبحث عن حقيقة ذلك ، فلجأت إلى العهد القديم فوجدت في سفر حزقيال ما يلي: (الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون ، فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) (حزقيال 18:20-21(.
لعل من المناسب هنا أن نذكر ما يقوله القرآن الكريم في هذا المقام: (ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يُولد ابن آدم على الفطرة ، وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ، هذه هي القاعدة في الإسلام ، ويوافقها ما جاء في الإنجيل ، فكيف يقال: ( إن خطيئة آدم تنتقل من جيل إلى جيل ، وأن الإنسان يولد آثماً) ؟
يقول الأخ ( رحمة بورنومو) الإندونيسي:
إذن هذه التعاليم المسيحية قد اتضح بطلانها وافتراؤها بنص صريح من الكتاب الموصوف بـ (المقدس) نفسه.
وهناك البديهية الثالثة في التعاليم النصرانية التي تقول: إن ذنوب بني البشر لا تغفر حتى يصلب عيسى عليه السلام ، لقد أخذت أفكر في هذه البديهية ، وأتساءل: (هل هذا صحيح؟) وكان الجواب الذي لا مفر منه: بالطبع لا ، لأن النص الآنف الذكر من العهد القديم ينفي مثل هذا الاعتقاد بقوله: (فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) ، أي أن الله يغفر ذنوبه دون حاجة إلى أية وساطة من أحد.
ويمضي الأخ الأندونيسي الذي كان قساً في يوم من الأيام يحدثنا عما فعل بعد ذلك ضمن رحلته الطويلة من الكفر إلى الإسلام ، فيقول:
لقد واصلت البحث في عدد من القضايا الاعتقادية الأخرى ، لقد وضعت يوماً من الأيام كُلاًّ من الإنجيل والقرآن أمامي على المنضدة ، ووجهت السؤال التالي إلى الإنجيل قلت له: (ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لا شيء ، لأن اسم محمد غير مذكور في الإنجيل) ، ثم وجهت السؤال التالي إلى عيسى كما تحدث القرآن فقلت : (يا عيسى ابن مريم ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لقد ذكر القرآن بما لا يدع مجالاً للشك أن رسولاً لا بد أن يأتي بعدي اسمه أحمد) ، يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) (الصف: 6) فأي ذلك حق يا ترى؟
كان جده قسيساً ينتمي إلى مذهب البروتستانت ، وكان أبوه أيضاً قسيساً على مذهب بانتي كوستا ، وكانت والدته معلمة الإنجيل للنساء ، أما هو نفسه فقد كان قساً ، ورئيساً للتبشير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) ، وقد قال وهو يحكي سبب إسلامه:
لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من المسلمين ، إذ أنني منذ نعومة أظفاري تلقيت التعليم من والدي الذي كان يقول لي دائماً: ( إن محمداًً رجل بدوي صحراوي ليس له علم ولا دراية ، ولا يقرأ وأنه أمي ) ، هكذا علمني أبي ، بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبروفسور الدكتور ريكولدي النصراني الفرنسي قوله في كتاب له: ( بأن محمداً رجل دجال يسكن في الدرك التاسع من النار ) ، هكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين تكونت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعني إلى رفض الإسلام ، وعدم اتخاذه ديناً لي.
ثم يقول: الواقع أنه لم يكن من أهدافي بحال من الأحوال أن أبحث عن دين الإسلام ، ولكني كان يحدوني دائماً دافع لأن أهتدي إلى الحق ، ولكن لماذا كنت أبحث عن الحق المجهول؟ ولماذا تركت ديني رغم أنني كنت أتمتع فيه بمكانة مرموقة بين قومي ، وحيث كنت رئيس التبشير المسيحي في الكنيسة ، وكنت أحيا بناء على ذلك حياةً كلها رفاهية ويسر ، إذن لماذا اخترت الإسلام؟
لقد بدأت القصة على النحو التالي :
في يوم من الأيام أرسلتني قيادة الكنيسة للقيام بأعمال تبشيرية لمدة ثلاثة أيام ولياليها في منطقة (دايري) التي تبعد عن عاصمة (ميدان) الواقعة في شمال جزيرة (سومطرة) بضع مئات من الكيلومترات ، ولما انتهيت من أعمال التبشير والدعوة أويت إلى دار مسئول الكنيسة في تلك المنطقة ، وكنت في انتظار وصول سيارة تقلني إلى موقع عملي ، وإذا برجل يطلع علينا فجأة ، لقد كان معلماً للقرآن ، وهو ما يسمى في إندونيسيا مطوع في الكُتَّاب ، وهو المدرسة البسيطة التي تعلم القرآن ، لقد كان الرجل ملفتاً للأنظار ، كان نحيف الجسم ، دقيق العود يرتدي كوفية بيضاء بالية خلقة ، ولباساً قد تبدل لونه من كثرة الاستعمال ، حتى أن نعله كان مربوطاً بأسلاك لشدة قدمه ، اقترب الرجل مني ، وبعد أن بادلني التحية بادرني بالسؤال التالي ، وكان سؤالاً غريباً من نوعه ، قال: ( لقد ذكرت في حديثك أن عيسى المسيح إله ، فأين دليلك على ألوهيته؟ ) ، فقلت له: ( سواء أكان هناك دليل أم لا فالأمر لا يهمك: إن شئت فلتؤمن ، وإن شئت فلتكفر) وهنا أدار الرجل ظهره لي ، وانصرف ، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، فقد أخذت أفكر في قرارة نفسي ، وأقول: هيهات هيهات أن يدخل هذا الرجل الجنة ، لأنها مخصصة فقط لمن يؤمن بألوهية المسيح فحسب ، هكذا كنت أعتقد جازماً آنذاك.
ولكن عندما عدت إلى بيتي وجدت أن صوت الرجل يجلجل في روعي ، ويدق بقوة في أسماعي ، مما دفعني إلى الرجوع إلى كتب الإنجيل بحثاً عن الجواب الصحيح على سؤاله ، ومعلوم أن هناك أربعة أناجيل مختلفة أحدها بقلم متَّى ، والأخر مارك ، والثالث لوقا ، والرابع إنجيل يوحنا ، هذه التسميات أُخذت لمؤلف كل منها ، أي أن الأناجيل الأربعة المشهورة هي من صنع البشر ، وهذا غريب جداً ، ثم سألت نفسي: (هل هناك قرآن بنسخ مختلفة من صنع البشر؟) وجاءني الجواب الذي لا مفر منه ، وهو: (بالطبع لا يوجد) ، فهذه الكتب وبعض الرسائل الأخرى هي فقط مصدر تعاليم الديانة المسيحية المعتمدة !
وأخذت أدرس الأناجيل الأربعة فماذا وجدت؟ هذا إنجيل متَّى ماذا يقول عن المسيح عيسى عليه السلام؟ إننا نقرأ فيه ما يلي: ( إن عيسى المسيح ينتسب إلى إبراهيم وإلى داود ... إلخ) (1-1) إذن من هو عيسى؟ أليس من بني البشر؟ نعم إذن فهو إنسان ، وهذا إنجيل لوقا يقول : (ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية) (1-33) ، وهذا إنجيل مارك يقول: (هذه سلسلة من نسب عيسى المسيح ابن الله ) (:1) وأخيراً ماذا يقول إنجيل يوحنا عن عيسى المسيح عليه السلام؟ إنه يقول: ( في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة الله) (1:1) ، ومعنى هذا النص هو في البدء كان المسيح ، والمسيح عند الله ، والمسيح هو الله.
قلت لنفسي: إذن هناك خلاف بارز بين هذه الكتب الأربعة حول ذات المسيح عيسى عليه السلام أهو إنسان أم ابن الله أم ملك أم هو الله؟ لقد أشكل عليَّ ذلك ، ولم أعثر على جواب ، وهنا أحب أن أسأل إخواني النصارى: (هل يوجد في القرآن الكريم تناقض بين آية وأخرى؟) بالطبع لا – لماذا؟
لأن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى ، أما هذه الأناجيل فهي من تأليف البشر ، إنكم تعرفون ولا شك أن عيسى عليه السلام كان طيلة حياته يقوم بأعمال الدعوة إلى الله هنا وهناك ، ولنا أن نتساءل:- ترى ما هو المبدأ الأساسي الذي كان يدعو إليه عيسى عليه السلام؟
ثم واصلت البحث ، فوجدت في إنجيل يوحنا نصوصاً تشير إلى دعاء المسيح عليه السلام وتضرعه إلى الله سبحانه وتعالى. فقلت في نفسي: لو كان عيسى هو الله القادر على كل شيء فهل يحتاج إلى هذا التضرع والدعاء الذي ورد في إنجيل يوحنا ، هذا هو نص الدعاء: (هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ، أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته) (17-3-4) وهو دعاء طويل يقول في نهايته: (أيها الرب البار ، إن العالم لم يعرفك ، أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وعرفتهم اسمك ، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به) (17-25-26).
هذا الدعاء يمثل اعترافاً من عيسى عليه السلام بأن الله هو الواحد الأحد ، وأن عيسى هو رسول الله المبعوث إلى قوم معينين ، وليس إلى جميع الناس ، فأي قوم هم هؤلاء يا ترى؟
نقرأ جواب ذلك في إنجيل متَّى (15-24) حيث يقول: (لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) ، إذن لو ضممنا هذه الاعترافات إلى بعضها لأمكننا أن نقول: ( إن الله الواحد الأحد ، وأن عيسى عليه السلام هو رسول الله إلى بني إسرائيل). ثم واصلت البحث ، فتذكرت أنني حين أكون في صلاتي أقرأ دائماً العبارات التالية: (الله الأب ، الله الابن ، الله الروح القدس ، ثلاثة في أقنوم واحد) ، قلت لنفسي: أمر غريب حقاً ، فلو سألنا طالباً في الصف الأول الابتدائي (1+1+1=3؟) ، لقال: (نعم) ، ثم إذا قلنا له: (ولكن أيضاً 3=1) ، لما وافق على ذلك ، إذ إن هناك تناقضاً صريحاً فيما نقول ، لأن عيسى عليه السلام يقول في الإنجيل كما رأينا بأن الله واحد ، لا شريك له.
لقد حدث تناقض صريح بين العقيدة التي كانت راسخة في نفسي منذ أن كنت طفلاً صغيراً ، وهي: ثلاثة في واحد ، وبين ما يعترف به المسيح عيسى نفسه في كتب الإنجيل الموجودة الآن بين أيدينا وهي أن الله واحد أحد لا شريك له ، فأيهما هو أحق؟ لم يكن بوسعي أن أقرر آنذاك ، والحق يقال ، بأن الله واحد أحد ، فأخذت أبحث في الإنجيل من جديد لعلي أقع على ما أريد ، لقد وجدت في سفر أشعياء النص التالي: (اذكروا الأوليات منذ القديم ، لأني أنا الله وليس آخر الإله ، وليس مثلي) (46:9) ولشد ما كانت دهشتي عظيمة حين اعتنقت الإسلام فوجدت في سورة الإخلاص قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم : ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد) نعم ، مادام الكلام كلام الله فهو لا يختلف حيثما وجد ، هذا هو التعليم الأول أو البديهية الأولى في ديانة المسيحية السابقة ، إذن (ثلاثة في واحد) لم يعد لها وجود في نفسي.
ثم ينتقل الأخ رحمة بورنومو الإندونيسي إلى نقطة جوهرية أخرى جعلته يختار الإسلام ديناً فهو يقول:
أما البديهية الثانية في الديانة المسيحية فتقول بأن هناك ما يسمى بالذنب الوراثي أو الخطيئة الأولى ، ويُقصد بها أن الذنب الذي اقترفه آدم عليه السلام عندما أكل الثمرة المحرمة عليه من الشجرة في الجنة ، هذا الذنب سوف يرثه جميع بني البشر حتى الجنين في رحم أمه يتحمل هذا الإثم يولد آثماً ، فهل هذا صحيح أم لا؟ لقد أخذت أبحث عن حقيقة ذلك ، فلجأت إلى العهد القديم فوجدت في سفر حزقيال ما يلي: (الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون ، فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) (حزقيال 18:20-21(.
لعل من المناسب هنا أن نذكر ما يقوله القرآن الكريم في هذا المقام: (ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يُولد ابن آدم على الفطرة ، وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ، هذه هي القاعدة في الإسلام ، ويوافقها ما جاء في الإنجيل ، فكيف يقال: ( إن خطيئة آدم تنتقل من جيل إلى جيل ، وأن الإنسان يولد آثماً) ؟
يقول الأخ ( رحمة بورنومو) الإندونيسي:
إذن هذه التعاليم المسيحية قد اتضح بطلانها وافتراؤها بنص صريح من الكتاب الموصوف بـ (المقدس) نفسه.
وهناك البديهية الثالثة في التعاليم النصرانية التي تقول: إن ذنوب بني البشر لا تغفر حتى يصلب عيسى عليه السلام ، لقد أخذت أفكر في هذه البديهية ، وأتساءل: (هل هذا صحيح؟) وكان الجواب الذي لا مفر منه: بالطبع لا ، لأن النص الآنف الذكر من العهد القديم ينفي مثل هذا الاعتقاد بقوله: (فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) ، أي أن الله يغفر ذنوبه دون حاجة إلى أية وساطة من أحد.
ويمضي الأخ الأندونيسي الذي كان قساً في يوم من الأيام يحدثنا عما فعل بعد ذلك ضمن رحلته الطويلة من الكفر إلى الإسلام ، فيقول:
لقد واصلت البحث في عدد من القضايا الاعتقادية الأخرى ، لقد وضعت يوماً من الأيام كُلاًّ من الإنجيل والقرآن أمامي على المنضدة ، ووجهت السؤال التالي إلى الإنجيل قلت له: (ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لا شيء ، لأن اسم محمد غير مذكور في الإنجيل) ، ثم وجهت السؤال التالي إلى عيسى كما تحدث القرآن فقلت : (يا عيسى ابن مريم ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لقد ذكر القرآن بما لا يدع مجالاً للشك أن رسولاً لا بد أن يأتي بعدي اسمه أحمد) ، يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) (الصف: 6) فأي ذلك حق يا ترى؟
ام حبيبه- شكر وتقدير
- عدد المساهمات : 2949
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
العمر : 38
رد: رحلة القس الهولندي بورنومو بحثاً عن الإسلام
موضوع شيق وجميل
وكثير من المناظرات توضح ذلك لكل عاقل
ان الدين عند الله الاسلام
وكثير من المناظرات توضح ذلك لكل عاقل
ان الدين عند الله الاسلام
رد: رحلة القس الهولندي بورنومو بحثاً عن الإسلام
جزاك الله كل خير وكثر من امثالك
اشرف الشوربجى- المدير العام
- عدد المساهمات : 1874
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
مواضيع مماثلة
» الحكم الهولندي كيفين بلوم يدير مباراة القمة بين الأهلي والزمالك
» رحلة قلبى
» إفشاء السلام من الإسلام
» الزمالك فى رحلة عربية ما بين سوريا والكويت لخوض مباريات ودية
» مصعب بن عمير أول سفراء الإسلام
» رحلة قلبى
» إفشاء السلام من الإسلام
» الزمالك فى رحلة عربية ما بين سوريا والكويت لخوض مباريات ودية
» مصعب بن عمير أول سفراء الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء يوليو 12, 2017 4:01 pm من طرف رضا نجم
» أ.د عمــار غبيش استاذورئيس قسم المسالك البولية-جامعة قناة السويس-المستشارالطبى للمنتدى
الجمعة مارس 17, 2017 8:07 pm من طرف عبدالفتاح سلامة
» عاءلة نجم بمركز سيدى سالم محافظة كفر الشيخ
السبت سبتمبر 17, 2016 4:09 am من طرف وليد نجم
» م.مدحت نجم
الأربعاء سبتمبر 14, 2016 1:11 am من طرف احمد نجم1
» لولا وعد بلفور المشؤم لتجمعت اوصال عائله نجم
الإثنين يونيو 13, 2016 4:19 am من طرف Medhatnegm
» م.مدحت نجم
الإثنين يونيو 13, 2016 3:52 am من طرف Medhatnegm
» اخر تحديث لشجره العائله
الأحد مايو 17, 2015 3:47 am من طرف wael_negm
» عائلة نجم بالمنوفية
الإثنين أبريل 06, 2015 12:49 pm من طرف ahmed negm11
» راجعين من تانى
الثلاثاء مارس 17, 2015 11:39 pm من طرف محمد رضا نجم
» مصطفى محمد حافظ نجم فى ذمة الله
الجمعة أغسطس 15, 2014 2:50 pm من طرف احمد نجم1
» حوار مع مؤرخ العائله وصاحب فكره شجره العائله
الجمعة مارس 28, 2014 5:21 pm من طرف مروة فكري نجم
» قصيدة تابين احمد فؤاد نجم للشاعرة ام كلثوم
السبت يناير 04, 2014 10:00 am من طرف احمد نجم1
» قناة السويس الهدف الرئيسى للارهاب
الجمعة يوليو 26, 2013 10:44 pm من طرف احمد نجم1
» الرئيس والبهلوان
الأحد يوليو 07, 2013 12:52 am من طرف احمد نجم1
» سلام وتحيه لاهالينا الاسكندرنية
الأحد يوليو 07, 2013 12:50 am من طرف احمد نجم1
» خطوات تجعل الويندوز عندك 100%
الأحد يوليو 07, 2013 12:46 am من طرف احمد نجم1
» معا لتطوير التعليم الصحى بمصر
الأحد مارس 17, 2013 10:40 pm من طرف احمد نجم1
» انت تمتلك فكرة مشروع… ماذا ستفعل الان؟
السبت نوفمبر 17, 2012 10:56 pm من طرف خالد عبدالله
» احمد السيد عبدالرحيم عبدالرحمن نجم
السبت أكتوبر 06, 2012 12:25 am من طرف احمد نجم1
» المستشار السيد عبدالرحيم عبدالرحمن نجم
السبت أكتوبر 06, 2012 12:07 am من طرف احمد نجم1
» إيجار سيارات وليموزين وخدمات سياحية
السبت سبتمبر 29, 2012 2:25 pm من طرف كار ليموزين
» توفيق عكاشة
السبت أغسطس 25, 2012 12:52 pm من طرف محمد رضا نجم
» الحاج جمال احمد نجم فى ذمة الله
الثلاثاء أغسطس 21, 2012 2:47 am من طرف محمد رضا نجم
» اسامه طلبه يلتقى بابنائه المحررين بالاسماعيلية
الثلاثاء أغسطس 21, 2012 1:04 am من طرف ام حبيبه
» الفريق مهاب ممش رئيسا جديدا لهيئة قناة السويس
الأحد أغسطس 12, 2012 7:56 pm من طرف احمد نجم1
» صور الفتاة المصرية علياء ماجدة المهدي المنشورة في النت وهي عارية تماما وعلاقة ذلك بالسياسة المصرية
الإثنين يوليو 23, 2012 12:27 am من طرف احمد نجم1
» مستشفى هيئة قناة السويس الداخل مفقود والخارج مولود
الخميس يوليو 12, 2012 2:52 pm من طرف احمد نجم1
» اين الاطفال زملائى
الأربعاء يوليو 04, 2012 1:00 am من طرف احمد نجم1
» ------((((((( قصة أجمل من الجمال نفسه ))))))----------
الخميس يونيو 28, 2012 9:20 pm من طرف ام حبيبه
» أى من هذة العبارات تؤلمك ؟
الخميس يونيو 28, 2012 9:19 pm من طرف ام حبيبه