سن السكاكين

من طرف **احمد نجم1** الجمعة نوفمبر 19, 2010 2:46 am

قابلناه أثناء جولتنا في أحياء وحواري القاهرة يحمل فوق كتفه أسطوانة دائرية محمولة علي حاملين من الخشب يركب فيها قرص حجري يتحرك بالقدم أنه سنان السكاكين.. وقابلناه في أحد شوارع مصر الجديدة أنه الأسطي رفاعي علي شحاته الذي حدثنا عن قصته مع سن السكاكين حيث قال: أعمل في هذه المهنة منذ ما يزيد عن 35 عاما.. وهذه المهنة متوارثة منذ أيام الفراعنة.. تحتاج إلي تركيز شديد وثبات في اليد أثناء وضع السكين علي الحجر 'القرص الحجري' والقيام بإدارته ووضع السكين عليه في الوقت الذي يدور القرص أسفلها يحدث أحتكاك بينهما 'القرص والسكين' مما ينتج عنه شرارات من النار قد تصيب العامل في عينيه.. ولكل سكين طريقة في السن تتناسب مع طبيعة الشئ الذي تستخدم فيه ولكن هذه المهنة في تناقص مستمر وأقلية الذين يعملون بها..
وفي حارة مصطفي أبو زيد المتفرعة من شارع الورشة بشبرا الخيمة يطل محل الأسطي سيد عبدالكريم لتصليح وابور الجاز الذي يعمل في هذه المهنة منذ 35 عاما ورغم دخلها البسيط الذي لا يتجاوز بضع جنيهات يوميا مازال متمسكا بها معللا ذلك بقوله.. هذه المهنة هي الوحيدة التي تعلمتها في حياتي ولا اتقن سواها فهي مصدر دخلي الذي أعيش منه.. ورغم أن وابور الجاز لا يباع ولا يشتري والموجود منه نوعية قديمة لدي الفئات الفقيرة بالأحياء الشعبية والقري الريفية، مازلنا نعمل في هذه المهنة.. ولكن في ظل انتشار أجهزة البوتاجاز في المنازل وتوصيل الغاز إلي المنازل بدأ يختفي وابور الجاز الأمر الذي يهدد هذه المهنة بالأندثار وهجرة العاملين فيها إلي مهن أخري تساعدهم علي الحياة خاصة أن دخل العامل في مهنة.. تصليح وابور الجاز.. لايتجاوز سبعة جنيهات يوميا..